البحث المتقدم

البحث المتقدم

١١ محرم ١٤٤٧

تكريت وتحريرها من براثن الإرهاب

معركة تحرير تكريت عام 2015 كانت واحدة من أبرز العمليات العسكرية التي خاضتها القوات العراقية ضد تنظيم داعش، وأسفرت عن استعادة المدينة بعد أكثر من 9 أشهر من سيطرة التنظيم عليها، حيث تُعد مدينة تكريت، الواقعة في محافظة صلاح الدين شمالي العراق، من المدن ذات الأهمية الاستراتيجية والتاريخية الكبرى في البلاد، وتتميز بموقعها الجغرافي بين بغداد والموصل، مما جعلها هدفًا رئيسيًا للجماعات الإرهابية خلال فترة الفوضى التي أعقبت سيطرة تنظيم داعش على مساحات شاسعة من العراق عام 2014.

 

خلفية المعركة

في يونيو 2014، سيطر تنظيم داعش على مدينة تكريت، مسقط رأس الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، وذلك ضمن هجومه الواسع شمال العراق. في مارس 2015، أطلقت الحكومة العراقية عملية عسكرية لاستعادة المدينة، بمشاركة نحو 30 ألف جندي من الجيش والشرطة الاتحادية، إلى جانب قوات الحشد الشعبي والعشائر السنية.

 

سير المعركة

بدأت العمليات في 2 مارس 2015، حيث تقدمت القوات العراقية من ثلاثة محاور: الشمال عبر ناحية العلم، والجنوب عبر قضاء الدور، والشرق عبر مناطق تل كصيبة وربيضة. تمكنت القوات من تحرير العديد من القرى والمناطق المحيطة بتكريت، مما ضيق الخناق على داعش وأجبره على التراجع إلى داخل المدينة. في 10 مارس، سيطرت القوات على بلدة العلم، مما مهد الطريق للهجوم على تكريت.

في 11 مارس، بدأت القوات العراقية هجومًا واسعًا على مدينة تكريت من أربعة محاور. تمكنت من دخول الأحياء الجنوبية والشرقية، ورفع العلم العراقي فوق المستشفى العام. في 31 مارس، أعلنت الحكومة العراقية تحرير المدينة بالكامل، بعد معارك عنيفة مع مسلحي داعش.

 

                          

 

التحديات والدمار

واجهت القوات العراقية تحديات كبيرة خلال المعركة، أبرزها العبوات الناسفة والطرق المفخخة التي زرعها داعش في المدينة. كما تعرضت القوات لضغوط من الضربات الجوية للتحالف الدولي، مما أدى إلى توقف العمليات مؤقتًا في بعض الأحيان. بعد التحرير، بدأت القوات بتطهير المدينة من الألغام والمتفجرات، وهو ما أعاق عودة المدنيين إلى ديارهم لفترة طويل.

                                  

 

الخسائر والانتهاكات

أسفرت المعركة عن مقتل عشرات من عناصر داعش، وتدمير العديد من مركباتهم. كما تم تحرير العديد من المدنيين الذين كانوا محتجزين في مناطق سيطرة التنظيم. من جهة أخرى، وثقت منظمات حقوق الإنسان انتهاكات لحقوق الإنسان من قبل بعض فصائل الحشد الشعبي بعد التحرير، شملت عمليات انتقامية ضد المدنيين في المناطق المحررة.

الخاتمة

تعد معركة تحرير تكريت نقطة تحول مهمة في الحرب ضد داعش في العراق، حيث أظهرت قدرة القوات العراقية على استعادة الأراضي المحتلة وتطهيرها من التنظيم. ورغم التحديات والانتهاكات التي رافقت المعركة، إلا أنها شكلت نموذجًا للتعاون بين مختلف القوات العراقية والمجتمع المحلي في مواجهة الإرهاب.

 

مواضيع ذات صلة