في عام 2015، وبينما كانت مدن العراق تشهد موجات نزوح قاسية، برزت من قرية الهويدر في بعقوبة بمحافظة ديالى مبادرة إنسانية حملت اسم "موكب الشيخ نمر باقر النمر". لم يكن هذا الموكب مجرد تجمع، بل كان رسالة تضامن وعمل ملموس، قام عليها مجموعة من أبناء المنطقة بدعم من الأهالي، وعلى رأسهم الكفيلان عبد الأمير فاضل عبد الله ومصطفى خضير عباس.
تجسدت روح العطاء في هذا الموكب من خلال جهود 20 متطوعاً نذروا أنفسهم لتقديم الدعم اللازم للنازحين. كانت أياديهم تحمل مواد الإغاثة الأساسية من مواد طبية وغذائية، لتصل إلى مناطق كانت بأمسّ الحاجة للمساعدة، مثل صلاح الدين، جبال مكحول، وبيجي.
وعلى الرغم من محدودية إمكاناته، فقد أثبت الموكب فاعليته من خلال طلعتين إغاثيتين موثقتين، تاركاً خلفه بصمة إنسانية عميقة في نفوس من قدم لهم العون. لم يتم ذكر المصروفات الكلية للموكب، أو عدد طلعاته الأسبوعية أو الشهرية، إلا أن ما قدمه من دعم ومساندة يظل شاهداً حياً على أن التكافل الاجتماعي هو أقوى أشكال التلاحم في الأزمات.
تظل صور ووثائق هذا الموكب جزءاً من ذاكرة العطاء التي حفظت كرامة النازحين، وأكدت أن الإنسانية لا تعرف الحدود ولا تتوقف أمام الظروف الصعبة.