تمر علينا في هذه الأيام الذكرى السنوية الأولى لاستيلاء عصابات داعش على مدينة الموصل وغيرها وتهديدها لمناطق أخرى، مما دعا المرجعية الدينية العُليا لدعوة العراقيين بجميع مكوناتهم وطوائفهم الى التطوع والالتحاق بالقوات المسلحة لحماية البلد وتخليصه من هذا البلاء العظيم، وقد أثمر ذلك بفضل الله تعالى خلال الشهور الماضية عن تحرير الكثير من المناطق التي استولت عليها عصابات داعش، حيث أبلى الغيارى في القوات المسلحة العراقية ومن التحق بهم من المتطوعين وأبناء العشائر الأصلية بلاءً حسناً في الدفاع عن العراق وشعبه ومقدساته، وحققوا انتصارات مهمة بصمودهم وصبرهم واستبسالهم وتضحياتهم الكبيرة الغالية، ومن المؤكد أن ما ننعم به من أمن واستقرار في الكثير من المحافظات فإنما هو بفضل تضحيات وجهود هؤلاء الأبطال وما قام به عامةُ المواطنين من تقديم الدعم لهم ولعوائلهم، والمأمول من قواتنا البطلة إدامة زخم تقدمها وانتصاراتها بالتهيؤ المناسب لتحرير سائر المناطق بأسرع ما تسمح به الإمكانات والاستعدادات، مع التأكيد مجدداً على ضرورة توفير الفرصة لأكبر مشاركة ممكنة من أهالي هذه المناطق في تحرير مناطقهم، والمطلوب من الجهات ذات العلاقة سواءً في الحكومة أو في مجلس النواب أن تدرس بعانية الأداء السياسي والعسكري والأمني والإداري والاقتصادي والاجتماعي والقضائي لمفاصل الدولة المهمة في الفترة التي سبقت انتكاسة العام الماضي، والاستماع لما يشخصه أصحاب الرأي والخبرة والدراية في تحديد الأسباب التي أدت الى تلك المأساة بغية عدم تكرار الأخطاء الماضية بل وإصلاح ما يمكن إصلاحه منها.
هذا ما جاء في خطبة الجمعة التي القاها الشيخ عبد المهدي الكربلائي (دام عزه) في الصحن الحسيني الشريف في يوم 24 شعبان 1436 هـــ الموافق 12 / 6 / 2015م






