#المرجعية_تدعم_وحدة_العراق.. حملة رقمية تتصدر المنصات دعماً للوحدة الوطنية
مركز تراث كربلاء
سنتناول في هذا المقال أسماء متولّي سَدانة الرّوضة العبّاسيّة المقدَّسة وتواريخ تولّيهم منذ القرن الحادي عشر الهجريّ إلى الآن، ويلاحظ بأنّ هناك فراغاتٍ في الزَّمن بين تواريخ إنهاء السَّدنة السابقين لوظائفهم وبين تواريخ تعيين الآخرين الذين أعقبوهم في إشغال هذه الوظائف، ويرى بعضُ المؤرّخين المتأخِّرين أنَّ مردَّ ذلك يرجعُ إلى وفاة السادن مع التأخّر في تعيين أو تنسيب اللّاحق لحين حصول الإجراءات والخطوات لتعيين أو تثبيت السادن الجديد، كما تجدر الإشارةُ إلى أنّ سدانة الرَّوضَة العبّاسيَّة المقدَّسة لم تكن منذ البداية وإلى وقتٍ قريب مستقلَّة تماماً عن سدانة الرَّوضة الحُسينيّة المقدَّسة، وإنّما كانت تابعةً أو مُلحقةً بها، وفي سبيلِ تخفيف الأعباءِ عن سادن الرَّوضة الحُسينيّة المقدَّسة، كان الأخيرُ يجعلُ نائباً عنه من يراه أهلاً وكفوءًا لإدارة شؤونِ ومهامِّ العتبة العبّاسيّة المقدَّسة، وكان من أبرز سَدَنة العتبة العبّاسيّة المقدَّسة: الشيخ محمَّد بن نعمة الله: كان خازناً للرَّوضة العبّاسيّة المقدَّسة عام (1025هـ)، وقد استمرَّ في عمله حتّى وفاته، والوثيقة الوحيدة الموجودة التي تدلُّ على أنّه كان سادنًا (خازنًا) لمرقد أبي الفضل العبّاس عليه السّلام هي وقفيّة فدّان السّادة المؤرَّخة بالسّنة أعلاه، وقد وجد ختمه فيها بأنَّه خازن مرقد أبي الفضل العبّاس عليه السّلام ولا تُعرف ترجمته ونَسَبه، ولا السنة التي تولّى فيها السَّدانة أو المدّة التي قضاها فيها. الشَّيخ حمزة السَّلاميّ: ينتمي الشيخ حمزة السَّلامي لعشيرة السَّلالمة العربيّة العراقيّة من شمّر، كان قد صاهر آل شمس الدين، ولم يبقَ من ذريّته اليوم أحدٌ، كان سادنًا (خازناً) لمرقد أبي الفضل العبّاس عليه السّلام عام (1091هـ) وإلى ما بعد عام (1108هـ)، وكان عالماً فاضِلاً وضع مذكّراتٍ قيّمة عن تأريخ كربلاء، لم نتمكّن من العثور عليها، ولم يُعرَف بالضّبط تأريخ توليته السَّدانة، ولا تاريخ وفاته. الشّيخ محمَّد شريف: إنّ المصادرَ التي تؤكِّد تسلسل سَدَنة مرقد أبي العبّاس عليه السّلام في القرن الحادي عشر والثاني عشر شحيحة جداً، وجاء في كتاب تاريخ مرقد الحسين والعبّاس (ص 308) أنّ الشيخ محمّد شريف كان سادناً للرَّوضة العبّاسيّة في سنة (1161هـ) مُستَنداً على وجود ختمه في أوراق المعملچيّ المؤرَّخة في السنة نفسها (محمّد شريف كليدار العبّاس)، ولم نجد في أيِّ مصدرٍ آخر ذِكراً للشيخ محمّد شريف، ولا السَّنة التي تولَّى فيها السَّدانة والمدَّة التي قضاها فيها، ونحن هنا لا نؤكّد معلومات السدانة التي وردت في الكتاب المذكور لكثرة الأخطاء والهفوات الواضحة التي أوردها مؤلِّفه بخصوص السَّدانة، وإذا كان قد شاهد بنفسه ولم يقُلْ ذلك مثلما قال عن وثيقة الشيخ عليّ عبد الرّسول ووثيقة السادن عبد الجليل أوراق المعملچيّ التي ذكرها، فيصحُّ أنْ يكون الشَّيخ محمَّد شريف سادنًا في سنة (1161هـ - 1748م) والله أعلم. الشَّيخ أحمد الخازن: تولّى السَّدانة بعد وفاة الخازن السابق الشيخ محمّد شريف، وبقي فيها حتّى توفّي سنة (1187هـ)، وذُكر إنّه من مُعاصري السيِّد نصر الله الحائريِّ، وقد وصفه جامع ديوان السيّد الحائريّ بالأديب الأريب الماجد، وذكر أنّه امتدح السيّد الحائريّ بقصيدةٍ، فأجابه بقصيدةٍ وردت في ديوانه، وهذا ما أكَّد سدانته لمرقد أبي الفضل العبّاس عليه السّلام: أ لآلئٌ نُظِمَتْ مع المرجانِ في جيدِ ظبيٍ فاترِ الأجفانِ أم ذي عروسُ الرّوضِ جلّلها الحيا فأحمرَّ خدُّ شقائِقِ النُّعمانِ أم نسمةٌ سَحَراً سَرَتْ فتمايلَتْ مِنها قُدودُ عَرائسِ الأغصانِ أم أنجُمٌ سَطعتْ لنا أم نظمُ مَنْ فاقَ الوَرى بالحُسنِ والإحسانِ أعني به ربَّ المَعالي (أحمَدا) ذا الجودِ، بلبلُ روضةِ العِرفانِ مَنْ حلَّ مفتاحَ الفتى (العبّاس) في يدِهِ ففاقَ عُلاً على (رِضوانِ) صَلَّى عليك (اللهُ) يا (عبّاسُ) ما ضحكتْ بروقُ العارضِ الهتَّانِ الشيخ عليّ بن عبد الرَّسول: هو الشيخ عليّ بن عبد الرسول بن مهدي الجشعميّ، تولّى السَّدانةَ في عام (1187هـ)، وجاء في الأمر الصادر إليه من والي بغداد عُمر باشا بتاريخ 25 من شهر شوّال عام (1187هـ) ما نصّه: ((نظراً لوفاة الخازن السَّابق دون عقب وتقديم طلبٍ لتوليةِ سدانةِ الرَّوضة العبّاسيّة، فقد ارتأينا ذلك))، وكان خازناً إلى ما بعد عام (1222هـ)، ولم نتوصَّل إلى معرفة هويَّته، كما أنَّ نسله اليوم منحصر بحفيده الشيخ محمّد عليّ الكيشوان في الرَّوضة العبّاسيَّة، وتُعرف أسرتُه ببيت الشيخ، وقد ذكر مؤلِّف سَدانة الرَّوضتين الحسينيّة والعبّاسيّة في كربلاء أنّه لا شكَّ في كون الشيخ عليّ عبد الرسول سادِناً لمرقد العبّاس عليه السّلام فقد ورد ختمُهُ واسمُه ومنصبُه في وثائق عديدةٍ واستشهادات محليَّة، وهو تأكيدٌ على استلامه السَّدانة ولفترةٍ طويلةٍ استمرَّت لغاية (1224هـ الموافق 1809م). عبد الجليل القاضي: كان سادنًا لمرقد أبي الفضل عليه السّلام عام (1224هـ)، وذكر صاحب كتاب سدانة الروضتين الحسينيّة والعبّاسيّة أنّ توقيعَه وختمَه ظهَرا في بعض الوثائق بعد عام (1225هـ)، وقد شوهد توقيعه في وصيّة السيّد حسين النَّقيب (نقيب الأشراف) مؤرّخة في 25 ذي القعدة عام (1247هـ) تُقرأ: (عبد الجليل كليدار العبّاس السابق). السيِّد محمّد علي بن درويش: تولّى السيّد محمَّد عليّ بن درويش بن محمَّد بن حسين بن ناصر بن نعمة الله بن ثابت (الجدّ الأعلى للسادة آل ثابت في كربلاء) بن سلطان كمال الدين (نقيب الأشراف) سَدانة الرَّوضة العبّاسيّة بعد السَّادن السابق (عبد الجليل) الذي خرج من السَّدانة (1225هـ) وبقي السيِّد محمَّد علي سادِناً حتّى وفاته (1232هـ). السيِّد ثابت بن درويش: جاء في مختصر تاريخ كربلاء أنّه كان خازنًا لمرقد أبي الفضل العبّاس عليه السّلام عام (1232هـ) إلى ما بعد عام (1238هـ) وهو الجدّ الأعلى لأسرة آل ثابت في إيران وبعض أفرادها اليوم في كربلاء. السيّد سلطان بن ثابت بن درويش آل ثابت: تولّى سدانة مرقد أبي الفضل العبّاس عليه السّلام بعد وفاة والده بعد عام (1238هـ). السيِّد محمَّد علي أبو ردن الفائزي: مع تطور الأحداث قبل واقعة المناخور والوقائع التي تلت قرارات الوالي داود باشا عندما أعفى نقيبَ الأشراف السيِّد حسين بن مرتضى النقيب، وعزل السيِّد سلطان آل ثابت من مناصبه حاكميّة كربلاء وسدانة مرقد أبي الفضل العبّاس – عليه السلام- وإسناد المناصب الثلاثة المهمّة في كربلاء وهي: الحاكميّة والنَّقابة وسدانة الروضتين إلى السيِّد وهاب بن محمَّد علي آل طعمة وجعله الحاكم المطلق للمدينة، وعدم تمكّن السيِّد وهاب – وهو شاب لم يتجاوز السادسة عشرة من عمره - من انتزاع النقابة ولا الاستحواذ على الحاكميّة وسدانة مرقد أبي الفضل العباس العبّاس – عليه السلام- لتمسّك النَّقيب والسيِّد سلطان بمناصبهما. بعد ذلك حدثت بعض الأحداث في كربلاء دعا اثرها النقيبُ في اليوم الأوّل من عيد الفِطر، أي في 1 شوال 1241هـ رؤساء البلدة إلى وليمة غداء؛ لتداول الأمور وما يجب أن يتَّخذوه من اجراءاتٍ؛ لتوقّعه حدوث فتنة داخليّة، فقرَّروا حينها: استمرار السيِّد سلطان آل ثابت على حاكميّة كربلاء، وأنْ يتسلَّم السيِّد محمَّد علي أبو ردن سَدانة الرَّوضتين المقدّستين. السيِّد وهاب محمَّد علي آل طعمة: عندما عقُد الصلح بين أهالي كربلاء والوالي داود باشا، كان من شروط الوالي تعيين السيِّد وهاب بن محمَّد علي آل طعمة سادناً لمرقد أبي الفضل – عليه السَّلام- فباشر بمنصبه بعد أيامٍ من عقد الصلح، وذلك يعني أنّه باشر في الأيام الأخيرة من شهر محرَّم سنة 1242هـ. السيِّد محمَّد بن جعفر آل طعمة الفائزيّ: هو السيِّد محمَّد بن جعفر بن مصطفى بن أحمد بن يحيى بن خليفة بن نعمة الله بن طعمة عَلَم الدّين من آل طعمة الفائزي، كان خازناً للرَّوضة العباسيّة في عام (1250هـ)، ولفترةٍ قصيرةٍ لم يُعرف أمدها. السيِّد سلطان بن ثابِت بن درويش آل ثابت: تولّى السَّدانة بعد السيِّد محمَّد جعفر آل طعمة وظل فيها لحين وفاته سنة (1250هـ). السيِّد سعيد بن سلطان آل ثابت: تولّى سَدانة الرَّوضة العباسيّة بعد وفاة السيِّد سلطان بن ثابِت بن درويش آل ثابت سنة 1250هـ. السيِّد حسين بن حسن آل السيِّد يوسف: هو السيِّد حسين بن حسن بن محمَّد علي بن محمَّد بن موسى من سلالة السيِّد محمَّد السيِّد يوسف حفيد أبي المعالي ابن عبد الله الحائري، من سُلالة إبراهيم المرتضى ابن الإمام موسى بن جعفر – عليه السَّلام- وهو الجد الأعلى لسادات آل الوهاب اليوم، وقد تولّى السَّدانة عام (1251هـ) حتى عام (1256هـ) وهو أوّل من أطلق على عائلته لقَّب (آل الوهاب) تيمُّناً بتخليد ذكرى السيِّد محمَّد موسى من شهداء واقعة الوهابيين. السيِّد سعيد بن سلطان : هو السيِّد سعيد بن سلطان بن ثابت بن درويش بن محمَّد بن حسين بن ناصر بن نعمة الله بن ثابت بن سلطان كمال الدين من آل زحيك، وجاء في كتاب سدانة الروضتين الحسينيّة والعباسيّة في كربلاء ص 267 أنّه تولّى السَّدانة للمرّة الثانية عام (1256هـ)، واستمرَّ فيها حتّى تم عزله سنة 1259هـ، وعُيِّن بدله السيِّد حسين الوهاب. السيِّد حسين بن حسن آل السيِّد يوسف سادناً للمرة الثانية: هو السيِّد حسين المعروف بنائب التولية، وهو ابن السَّادِن السَّابق، وكان صغير السنِّ عندما تولّى سدانةَ الروضة العباسيّة، فتولّى الإشرافَ على السَّدانة بالنيابةِ عنه السيِّد حسين السيِّد محمَّد علي آل ضياء الدّين حتّى قدوم ناصِر الدّين شاه القاجاري، فعُزل بطلبٍ من الشاه، ونُصِّب السيِّد حسين المار ذكره بمحلِّهِ وأصدر البلاطُ العثمانيُّ فرمانَ التولية له، وذكر صاحب كتاب مدينة الحسين أو مختصر تاريخ كربلاء أنّ السيِّد حسين نائب التولية سافر بعد ذلك إلى الإستانة لاسترجاع حقوقه، لكنّه لم يحصل على ردٍّ يرضيه، فرجع إلى إيران وسعى لدى الشّاه، فأولاه سدانة الرَّوضة الرَّضويّة المقدَّسة في خراسان، وبقي هناك حتى وفاته، فاستوطنت ذريته إيران إلى الآن. السيِّد سعيد بن سلطان آل ثابت سادناً للمرة الثالثة: لكثرة المشاغل التي حدثت لدى السيِّد حسين بن حسن آل السيِّد يوسف في توليته الثانية لسدانة مرقد أبي الفضل العباس –عليه السّلام- تم عزله بشكلٍ نهائيٍّ من السَّدانة وإعادتها إلى السيِّد سعيد بن سلطان آل ثابت مرَّةً ثالثة سنة 1265هـ، واستمرَّ في السَّدانة قرابة العشرين عاماً، وكان متزوِّجاً من كريمة شاه ايران (فتح علي قاجار). توفِّي سنة 1285هـ الموافق 1868م ودُفن بالقرب من ضريح الصَّحابيِّ حبيب بن مظاهر الأسدي في الحرم الحسينيِّ المطهّر. السيِّد أحمد ابن نصر الله بن موسى آل نصر الله: جاء في كتاب سدانة الروضتين الحُسينية والعباسيّة ص 277 أنَّ والي بغداد أصدر أمرًا بتعيين السيِّد أحمد آل نصـر الله سادنًا لمرقد أبي الفضل العباس – عليه السّلام- سنة 1265هـ. تعيين السيِّد حسين بن السيِّد سعيد آل ثابت: وجاء في ص 278 من الكتاب السابق ذكره: عندما تُوفّي سادن الرَّوضة العباسيَّة السيِّد سعيد بن سلطان آل ثابت سنة (1285هـ)، تولّى السَّدانة بعده نجله السيِّد حسين، وكان السيِّد حسين حينها صغيرَ السنِّ ولم يبلغ سنَّ الرُّشد، فتقرّر أنْ يكون السيِّد (حسين بن محمَّد عليّ آل ضياء الدّين) وصيًّا عليه، ويتولّى شؤون السَّدانة لحين بلوغه سنَّ الرُّشد. السيِّد حسين بن محمَّد عليّ آل ضياء الدّين: السيِّد حسين بن محمَّد علي بن مصطفى بن محمَّد بن شرف الدّين بن ضياء الدِّين بن يحيى بن شرف الدِّين بن طعمة كمال الدِّين الفائزي، تولّى السَّدانة عام (1286هـ) كما ورد ذكره آنفاً، وتوفّي عام (1288هـ)، ذكره صاحب كتاب مدينة الحُسين أو مختصَر تاريخ كربلاء أنه (رَحمه الله) كان ورِعاً، تقيَّاً، عَفيفاً، جليل القدر. السيِّد مصطفى ابن السيِّد حسين آل ضياء الدّين: تولّى السَّدانة بعد وفاة والده عام 1289هـ وبقي فيها حتى وفاته سنة 1297هـ. السيِّد مرتضى آل ضياء الدِّين: تولّى السَّدانة عندما أصدر البلاطُ العثمانيُّ فَرَمانًا له بالتولية عام 1298هـ. السيِّد محمَّد حسن آل ضياء الدِّين: هو السيِّد محمَّد حسن نجل السَّادِن الأسبق، تولى السَّدانة بعد وفاة والده في عام (1357هـ)، وهو كريمٌ دمِثُ الخُلق، عالي الهمَّة، محبوب، بوفاة والده آل مشروع إسالة الماء في كربلاء إليه، توفّي يوم الجمعة 16 ربيع الثاني سنة 1372هـ، وكانت لوفاته رنة أسى في كربلاء لشخصيته المرموقة وحسن صفاته. السيِّد بدر الدين آل ضياء الدّين: تولّى السَّدانة بعد وفاة والده السيِّد محمَّد حسن آل ضياء الدِّين، ولا نعلم تاريخ تسلّمه للسَّدانة. السيِّد محمَّد حسين بن مهدي آل ضياء الدّين: تولّى سدانة الرَّوضة العباسيَّة المقدّسة عام 1402هـ وبقي فيها حتى عام 1411هـ. السيِّد مهدي فاضل الغرابيِّ: تولّى السَّدانة في عام 1412هـ واستمر طوال أربعة عقود حتى انتهت مدّة سدانته بسقوط النظام البائد في عام (1424هـ) الموافق 2003م.
مركز تراث كربلاء






