تل جوخا الأثري هو موقع أثري مهم للغاية يقع في جنوب العراق، تحديداً في قضاء الرفاعي شمالي مدينة الناصرية في محافظة ذي قار. يُعرف الموقع تاريخياً باسم مدينة "أوما" الأثرية السومرية القديمة.
الموقع والتاريخ
الموقع الجغرافي: يقع تل جوخا على بعد حوالي 80 كيلومتراً شمال مدينة الناصرية، وهو جزء من منطقة غنية بالمواقع الأثرية التي تعود لحضارات بلاد ما بين النهرين.
الأهمية التاريخية: يعود تاريخ الموقع إلى عصر فجر السلالات السومرية (حوالي 2900-2334 قبل الميلاد)، وكان لمدينة أوما أهمية سياسية ودينية كبيرة في تلك الفترة. وقد اشتهرت المدينة بصراعاتها التاريخية الطويلة مع مدينة لكش السومرية المجاورة.
الاكتشافات الأثرية
شهد الموقع العديد من عمليات التنقيب التي أسفرت عن اكتشافات مهمة، من أبرزها:
لقى أثرية سومرية: تم العثور على العديد من القطع الأثرية الفخارية المختلفة الأشكال والأحجام، تماثيل ورقم طينية تعود للحضارة السومرية.
محتويات القطع: بعض القطع المكتشفة عبارة عن صور وأشكال أشخاص، وقد تم تسليم هذه الآثار إلى المتحف الوطني العراقي في بغداد لتحديد عمرها وماهيتها وقيمتها التاريخية.
تفاصيل تاريخية وجغرافية مهمة عن "أوما"
صراع "أوما" و"لكش" الحدودي: كانت "أوما" في صراع دائم ومتقطع لعدة أجيال مع مدينة "لكش" المجاورة لها (التي تقع أيضاً في ذي قار حالياً). محور النزاع كان السيطرة على رقعة أرض خصبة حدودية كانت تطمع فيها كلتا الدولتين، بالإضافة إلى قنوات الري والمياه.
"مسلة النسور" خير شاهد على الصراع: تم توثيق تفاصيل هذه الحروب بشكل أساسي من خلال نقوش وكتابات تركها ملوك "لكش". أشهر هذه الوثائق هي "مسلة النسور" التي أقامها الملك السومري "إياناتوم" ملك لكش، والتي خلد فيها انتصاره على "أوما". تُظهر المسلة صوراً لنسور تنهش جثث القتلى من جيش "أوما"، وصوراً للملك "إياناتوم" نفسه وهو يقاتل.
نهاية الصراع على يد "لوكال زاغيزي": استمرت هذه الصراعات حتى تمكن حاكم "أوما" المدعو "لوكال زاغيزي" من بسط نفوذه على "لكش" ومعظم دويلات المدن السومرية الأخرى مثل "أور" و"الوركاء". اتخذ "لوكال زاغيزي" لنفسه لقب "ملك أوروك" ثم "ملك البلاد" (ملك الأقاليم)، ووسع سلطته حتى وصلت إلى الخليج العربي (البحر الأسفل آنذاك).
يُعد تل جوخا شاهداً حياً على واحدة من أقدم الحضارات في العالم، وتعمل شرطة حماية الآثار والتراث في المحافظة بالتعاون مع المواطنين على الحفاظ على هذا الإرث التاريخي الهام.









