منذ السابع من أكتوبر للعام ٢٠٢٣ والعالم أضحى في مواجهة تقلبات تاريخية ومصيرية على الصعيد الإنساني والحضاري، الأمر الذي جعل الأفكار والمعتقدات تطفو على سطح الواقع على نحو جريء وغير مسبوق!
مثلا بالأمس القريب كانت إسرائيل تدعي أنها حمل وديع يرغب بالسلام ويسعى له، أما اليوم فأفعاله تنبئ عن واقع الحال !
حتى بات اليهود يتجرأون على الإفصاح عن فساد عقيدتهم وخبث نواياهم ؛ فمثلا نجد أن بعض الشخصيات اليهودية والمحسوبة على الأوساط العلمية الأكاديمية يعربون عن حزنهم وتأسفهم لقصف إسرائيل ويقولون "إن قصف الفلسطينيين أمر معتاد منذ سنين طويلة، لكن أن تُقصف تل أبيب ويقتل الإسرائيليون فهذا أمر محزن ومؤسف للغاية "
لماذا قتل الفلسطينيين أمر طبيعي ومعتاد ولا إشكال في البين، بينما قتل الإسرائيلي مسألة محزنة وخطيرة؟
أريد الجواب ممن يتهمون المقاومة بأنهم السبب وراء نشوب الحرب في غزة، وهم السبب في الهجوم على لبنان وأن أي جهة تمد لهم -أي للمقاومة- يد العون تكون شريكة في جرمهم.
أقول لمن جعل عقله ألعوبة بيد الإعلام الصهيوني: اسأل نفسك ولو مرة واحدة، على فرض أن المقاومة بدأت الهجوم، فما ذنب الأطفال والنساء؟
ألم يكونوا قادرين على تشخيص وتحديد موقع حماس كما حددوا موقع الشهيد إسماعيل هنية في طهران؟
وبالتالي ينتقمون ممن هجم عليهم مباشرةً، من دون حاجة لكل هذا الدمار والتقتيل السافر للأبرياء والمدنيين العزل.
لكن الواقع هو أنهم كانوا يعدون العدة لهذه المعركة منذ مدة ، وفقا للمعطيات الاستخباراتية، ولا يهمهم لو دفن المئات أحياء تحت أنقاض بيوتهم، لماذا؟
القرآن الكربم يجيب ويقول على لسانهم: ( ذلك بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (75) آل عمران، وتفسيره ليس علينا في ديننا حرج في أكل أموال الأميين ، وهم العرب ، فإن الله قد أحلها لنا .تفسير بن كثير .
وواقع الحال أن قولهم هذا، وإن كان قد جاء في سياق آيات حفظ الأمانة، إلا أنه يدلل على إطلاق المأذونية من الله سبحانه ليستحلوا ما شاءوا من ذمم المسلمين، حسب ادعائهم الكاذب.
هذا الادعاء من اليهود ليس الأول وليس الأخير، لكنه الأخطر، لماذا؟
لأنه يبرر عمليات الإبادة الجماعية التي يقومون بها في فلسطين وسائر بلدان المسلمين، فليس عليهم في الأميين سبيل ولن يحاسبهم الله على أفعالهم الشنيعة تلك، لماذا ؟
لأنهم أبناء الله واحباءه (وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَىٰ نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ۚ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم ۖ بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ ۚ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ ۚ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ۖ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ (18) المائدة.
و ادعوا أن النار لن تمسهم إلا أياما معدودة ؛ ( وقالوا لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَّعْدُودَةً ۚ قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ ۖ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ) (80) البقرة
كل هذه الادعاءات الكاذبة والتي يرد عليها القرآن الكريم في الآية ذاتها، هي من مفتريات الصهاينة من بني إسرائيل. وقد اشار القرآن الكريم إلى كذبهم وتحريفهم، وتوعدهم بعذاب الويل بقوله :(فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ (79) البقرة
حين نقرأ القرآن بتدبر ستنكشف لنا حقائق ثابتة عن الشخصية اليهودية وأوضحها على مر التأريخ هي الكذب والافتراء وتزييف الحقائق، والله سبحانه ينهاههم عن ذلك ( لا تلبسوا الحق بالباطل وتكتمون الحق وانتم تعلمون )42 البقرة، و كذلك الاستكبار عن الحق وقتل المؤمنين الصالحين ؛(وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِن بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ ۖ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ ۗ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَىٰ أَنفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ)(87)
فمن يعتقد أنه يمكن العيش بسلام مع بني صهيون ، هو شخص واهم، ولا يحق للمتوهمين أن يفرضوا طروحاتهم على طروحات القرآن الكريم الذي حذر من فتنة اليهود بشكل مباشر (لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ)82 المائدة
وبشكل غير مباشر حين أستعرض سيرتهم عبر التاريخ، ودونك القرآن الكريم (ذلك الكتاب لاريب فيه هدى للمتقين)2البقرة
وليس بعد كلام الحق كلام ! يقول: مولانا أمير المؤمنين عيه السلام:( لا يُعرف الحق بالرجال، اعرف الحق تعرف أهله).




تقييم المقال

